|
البردُ يعقب كلَّ مساءٍ قادمْ يأتي تارةً همجاً وتاَرَةُ دفئاً يغلف الأرض بلونِهِ الأبيضِ الباهتْ ويشعب دمويةَ الغدِ بلمعانِهِ قد تمتدُ يديهِ الباردةُ تحتُ الجِلدِ ويهزَّ جسدي حتى الأطرافِ الثلجيةِ أشعر بانتفاضةِ سوءٍ في دمائي فيظهرُ البردُ ليعذِبَ الروحَ أيقظُ الناسَ من هَذا الجفاءِ الأزلي يشحذُ ألمَ الجلدِ ويزيد سوءَ الصحةِ يشدُّ كلَّ ليفٍ ويلامسُ كلَّ أعصابِي وكأنَّ الزرقةَ تدخلُني بلا طبيبٍ أراهُ يشعُرُ بروحِهِ المارديةِ يُلفِّقُ الألمَ أينَما مشى وخطى يشعرُ بأنَّهُ يملكُ الكونَ بأجمعِهِ وهو الأمرُ الذي يأتي ببدءٍ جديدْ ولكنَّنا مواجهونَ هذا الجنونِ المباشر فلا يبقى دواءً إلاَّ الأملُ والكبرِ فعندما يأذَّن جلجلةَ الربيعِ تلو المدينةِ تذيبُ الأشعةُ الدافئةُ الجميعَ تبدأُ الأنفسُ تلعنُ البردَ القاسي وتشهقُ عبقَ العافيةِ والمستحيلِ فيغيبُ البردُ بثقةِ الذاتِ الواسعةِ يُنسى ويغفُو وتعودُ الطبيعةُ برد يقلبُ الحياةَ رأساً على عقب ولكنَّكَ عابرُ سبيلٍ في مدى يومِي فالبردُ ليسَ أبديَّاً ولن يبقى همَّاً فاحرُصِ الأملَ عندهُ لتكنْ لكَ ملاذُ ولتُشرقَ الشمسُ والفجرُ وتمطِرَ السماءُ لا تدعَ البردَ يسرقَ منكَ السعادةَ فالبردُ جزءٌ من الطبيعةِ والحياةِ ولكنَّ الدفءَ والسعادةَ هما الأصلَّ الحقيقي |
حول دعم المواقع بروابط خارجية - اضغط هنا
 | ||
| راسلنا (هنا) لدعم موقعك بالروابط الخارجية. | ||
| ||
| ||
| راسلنا (هنا) لدعم موقعك بالروابط الخارجية. نقدم لكم مجانًا خدمة:
الهدف من مشاركة رابط موقعك ورابط مقالك أو كتابك هو:
راسلنا (هنا) لنشرموقعك برابط خارجي.
|
►
